مع من وضد من؟

اعلان 780-90

مع من وضد من؟



العراق في متاهة

العراق سقط بين المؤامرات الواحدة تلو الأخرى، ومازال يركض بين الحراب ليتوغل الى عمق اللعبة ومراحلها المعقدة، عسى ولعل ان يصل الى نهايتها ويكتب على شاشة القدر، اللعبة انتهت، وتظهر أسماء العاملين على هذه اللعبة الصعبة، ومصممي الخدع والكمائن فيها، لاسيما وتلك المرحلة التي توقفنا فيها لأكثر من مرة قبيل موعد الحفظ التلقائي، لنعيدها من جديد ونقع في نفس المأزق، ورغم وجود مراحل نجد حلها بسرعة ونجتازها بدون توقفات طويلة، الا اننا نحب ان نعيدها ولكن بأسلوب صعب اكثر، ولكننا مع هذه اللعبة عانينا الامرين، فهي صعبة لاسيما عندما تتطور لتكون بطابع استراتيجي بدلاً من طابع الحركة والاثارة.

نحن مع من؟

لسنا مع إيران، لأننا لا نريدها ان تتدخل في شأننا الداخلي، ونريد منها ان تخرج من العراق، ولسنا كذلك مع أمريكا، لأنها الشيطان الأكبر، والعدو المبين، وهي المحتل الواجب حمل السلاح بوجهه، إذاً نحن مع من؟

ضد من؟

ننادي بفساد الحكومة، وفساد الأحزاب، ونعيد انتخابهم من جديد، ومن لم ينتخب فانه مع أقرب فرصة شجار، ستجده واقف عند باب أحد الفاسدين من الأحزاب او شيوخ العشائر، ليحكمهم في قضيته وهو يعلم بأنهم لن يحكموا بالعدل، لا بالشرع ولا بالقانون، وانما بلغتهم المتوحشة التي لا يفقهها الا سكان الغابة المتنمرين وآكلي لحوم البشر.
نحن لا مع الله حيث هو ضد الظلم والفساد والطغيان والاعتداء على الاخرين، ولا مع جهة بعينها نواليها بما اوتينا من قوة، لذلك نحن خسرنا الدنيا بالركض وراء دور الجوار الملعونة، التي لا تريد منا الا مصالحها، تقف معنا عندما تحتاج الى وقفتنا، وتذلنا عندما تعلم بحاجتنا اليها، وخسرنا الله لأننا نناصر ونعين ارباب الفساد، ونعاند ونجادل ونخلط الأوراق، لا على الحق، ولكن فقط في سبيل العناد الاحمق.

ضياع وحيرة الشعب العراقي

لم يبق لدينا شيء نخسره أكثر، اموالنا واقتصادنا، ذهبت امام اعيننا ادراج الرياح، صناعتنا وزراعتنا ذبلت بالاستيراد وإنعاش اقتصاد دول المحيط، دماء شبابنا اريقت في معركة البقاء ضد الإرهاب، أبنائنا بلا ولاء ولا فكر او عقيدة، هائمون لا يعرفون الى اين تتوجه بهم السفينة الفاقدة لشراعها، وحب العراق، لا اعلم اين استقرت به مصائب الدهر، فهو لا يكاد يصل الى النصف حتى يهبط كبطارية هاتف في حر الصيف اللاهب، نشعر حالياً بعدم الانتماء، وأصبحت بالنسبة لنا كلمة العراق العظيم، هي مدعاة للسخرية والضحك.
بلا تنظير وبلا وعود ولا كلام منمق، نحن نعيش أكبر التحديات على الاطلاق منذ سقوط العراق تحت الاحتلال في غزوة هولاكو لبغداد، ولا خلاص الا بالتوحد في السير على خطى طريق واحد، اما ان نكون مع الله، او ان نختار احدى دول الجوار ونفتح كل ما نملك لها دون قيد او شرط، او ننتظر عسى ان تكون للأطفال حوبة، فمن اجلهم ومن اجل الضعفاء والمساكين الذين لا يملكون القوة للوقوف امام الطاغوت والجبروت، ان يتغير الحال فيكتب الله للعراق حياة جديدة حيث ينتعش فيه الامل من جديد، ويستبدلنا بمن هم افضل منا واحرص على بلدهم وديارهم، فيكون حينئذٍ الولاء المطلق لله وللوطن.
والحمد لله رب العالمين

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2