عندما يختار الشعب

اعلان 780-90

عندما يختار الشعب


العراق و  الحملة الانتخابية

الحملة الانتخابية قد انطلقت في العراق، وخلال الفترة السابقة لها كانت أصوات الشعب تطالب الحكومة بأجراء الإصلاحات، وتريد التغيير، وظهرت فكرة التكنوقراط، وطالبت بترك المحاصصة السياسية، وتحسين واقع العراق الاقتصادي والسياسي.

اليوم الامر متروك لاختيار الشعب، ولكن بمحدودية في الاختيار، فهو سيتقدم لاختيار مرشح وضع نفسه ضمن قائمة انتخابية، هذه القائمة لها أهدافها وتوجهاتها، وتقدمت المرجعية بكلمتها التي تتداول بين الناس ((المجرب لا يجرب))، ومع وجود اختلاف في التفسير، وظهور بعض من يؤول هذه الكلمة، له او على غيره، بعض الشعب محتار في الاختيار، والأخر قرر وعزم على ان يعطي صوته لمن يمثله غداً في البرلمان.

الحسم بيد الشعب…

في وسط هذه الضجة الكبيرة، وبين شد وجذب، وصدق وكذب، وتحايل وتمايل، فالأمر سيكون محسوماً بلا جدال، والحسم بيد الشعب عندما يختار، ولكن المسألة المهمة لم تعد تتمحور في القوائم والمرشحين، بل هي تعتمد على الشعب نفسه.

فهل سينتخب الشعب وهو يقدم المصلحة العليا على المصلحة الدنيا؟ ام سينتخب ابن عشيرته وطائفته؟ وهل الشعب على استعداد ان يترك التملق والجري خلف المصالح الشخصية، والبحث في قمامة السياسيين؟ ام انه سيعود كالعاهرة المفلسة الى أحضان بيت الدعارة من جديد، لينفذ ما هو مطلوب منه ويحرق العراق ويقتل اهله في حرب لا نفع فيها ولا منتصر؟
عندما يكون الشعب ضعيف ومتملق، وعندما يكون عبد مطيع وذليل، وعندما يتجرد الشعب من وطنيّته ويبتعد عن كرامته، ولا يعير اهتماماً بأبناء جلدته، فانه بالنتيجة سيختار من هو على شاكلته، فلا غرابة ان فاز الفاسد وتصدى المجرم، فهم سيصلون بصوت الأكثرية، وهذه الأكثرية هي من سيحدد نوع الشعب، ان كان قدر المسؤولية، او انه اعتاد التذمر والكلام الفارغ ورمي الاتهامات على غيره إذا ما وصل الى الهاوية.

ضرورة المشاركة بالانتخابات

المشاركة بالانتخابات دليل على الحرص على انقاذ البلد، ومن ستختاره يجب ان يكون اهلاً وقادراً على التغيير، وان الاختيار الفئوي والحزبي والطائفي والعشائري لن يضع أي حل لهذه المشكلة، رغم ان الدول المجاورة للعراق ستضع بصمتها مع بصمات الشعب، ولكن ما نطمح اليه، ان يبدأ التغيير ولو تدريجياً.

من الساذج ان نتوقع التغيير السريع، ومن غير المنطقي ان تزول التدخلات الأجنبية عن سياسة وسياسيين العراق، وليس من المقبول ان نترك الامر دون أي قرار، انا مؤمن بان نسبة تغيير طفيفة ستتراكم وتزيد تدريجياً، لكن يبقى الامر مرهون ومتوقف على قرار الشعب واختياره وارادته.
والحمد لله رب العالمين

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2