أسباب خطر القفزات العالية إلى الماء

اعلان 780-90

أسباب خطر القفزات العالية إلى الماء



ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو مشاهدتي للأخبار، حيث رمى عدة شباب أنفسهم من جسر ارتفاعه يقارب 35 متر في مياه شط العرب، أودت الى حدوث أضرار جسدية وحالات وفاة.

ومع إني لست أخصائياً في السباحة والغوص، إلا أني أمتلك الفكرة العامة لمثل هذه القفزات، في الوقت الذي لم أشاهد أحد من الأخصائيين في الموضوع يتطرق إلى خطر هذه القفزة بشكل علمي ومنطقي وحسابي، في محاولة لإقناع الشباب لعدم رمي أنفسهم إلى التهلكة والموت، فكان من الضروري الكتابة ولو بشيء بسيط كنوع من أنواع ملىء الفراغ.

من أجل إحاطة الموضوع بشكل غني بالمعلومات علينا توضيح التالي:

أولاً: خواص الماء الفيزيائية

أهم ما يهمنا من خواص الماء الفيزيائية هي كون الماء يمتلك في تركيبته رابطة تشاركية قوية، مما يجعله متماسك بشكل فريد من نوعه، فكل جزيء منه يرتبط مع أربع جزيئات أخرى، وكل الجزيئات ترتبط مع بعضها بنفس الطريقة في شبكة فراغية متماسكة.

اما الخاصية الثانية فإن الماء من السوائل الغير قابلة للإنضغاط، وهذه الخاصية مع شكل تركيبته تعطي للماء صفة خاصة ظاهرها أن الماء كمادة سائلة يمكن اختراقها بسهولة، وهذا ما يفكر به شبابنا حينما يتوجهون إلى القفز إلى الماء من المرتفعات، ولكن الحقيقة هي غير ذلك.

ثانياً: الصورة الحقيقية

كلما زاد ارتفاع القفزة زادت قوة التصادم مع السطح، ولكون الماء متماسك وغير قابل للانضغاط، فإن جسم الانسان عند التصادم سيحاول كسر هذا التماسك ومسبباً ضغطاً على جزيئات الماء، وكرد فعل طبيعي، فإن الماء سيرد هذا التصادم بقوة مماثلة له، هذه القوة قد تسبب الكسر والخلع والتمزق لأطراف الإنسان وجانبيه، اما ردة فعل الماء من الضغط فإنه سيبطئ من حركة جسم الإنسان في الماء مما يسبب ضغطاً على الرئتين حيث تكونا وحسب ارتفاع القفزة قد استهلكتا الاوكسجين الضروري للجسم.

مما يعني انهما على استعداد لفقدان قوة الضغط ورمي الهواء واستبداله بالماء وهذا سيسبب زيادة في وزن الجسم وفقدانه للنجادة الطبيعية التي تبقيه طافياً على السطح، وبذلك فان الانسان سيتعرض الى الاختناق ويصحبه الشنج بالعضلات، او فقدان الوعي والغرق مباشرةً الى العمق.

ثالثاً: عن أي ارتفاع كنا نتحدث؟

كل ما تحدثت عنه هو عندما يقفز الانسان من ارتفاع 20 متر، مع عمق للماء لا يقل عن 15 متر، وعندما تكون قفزته نظامية وعلى أطرافه السفلية، أما السقوط العشوائي او على الرأس فإنه سيسبب الموت وبلا نقاش، حيث كلما زادت مساحة السطح الملتقي بالماء زادت نسبة الخطورة على الجسم، فسرعة التصادم عند ارتفاع 6 أمتار تبلغ 40 كلم/ساعة، وهذه السرعة كافية لتحقيق الاضرار بالجسم وخاصة على العمود الفقري.

رابعاً: ما هي كيفية القفز الصحيح؟

إن أفضل طريقة للقفز من ارتفاعات عالية تصل الى 20 متر تكون من خلال استخدام القفزة العمودية، والتي تسمى (قفزة القلم)، ببساطة يقف الإنسان على شكل مستقيم، ويسبل يديه الى جانبيه بشكل ثابت، يصف قدميه مع بعضهما البعض بشكل متناسق، يقفز ويحاول البقاء على عمودية القفزة، ويحاول السقوط على أطراف قدميه كراس السكين، ومحاولة أخذ النفس في منتصف الطريق إلى الماء.

يحتاج إلى الوصول إلى هذه المهارة أن يتدرب في الأماكن المخصصة لذلك ومن ارتفاعات متفاوتة لتجنب الوقوع في الأخطاء التي قد تسبب أذيته او قتله، ورغم كل ذلك فالعوامل الأخرى التي تصاحب القفزة من ضغط الدم والسكر والارهاق واتجاه الرياح وسرعتها ورطوبة الجو وكثافة المياه وملوحتها او عذوبتها وايضاً ما تحتويه من شوائب وترسبات ووقت القفزة في المد او الجزر، كل هذه العوامل تؤثر سلباً او إيجاباً على نجاح القفزة او فشلها.

وأخيراً على الحكومة مراعاة هذا الموضوع وإيلائه الأهمية الكبرى من خلال نشر مقاطع فيديو لمدربين معروفين ومهمين يشرحون المخاطر بشكل مرئي مع إعطاء الأمثلة الفعلية لما يؤول إليه الموضوع عند القفز من ارتفاعات عالية، وكذلك على الحكومة وضع شبكة خاصة وقوية أسفل الجسر لقطع الطريق أمام القافز مع وضع كاميرات مراقبة وتغريم كل من يحاول القفز دون علم ومعرفة الحكومة.

اليوم محاولات القفز كانت لغرض إثبات الوجود لشبابنا وأنهم قادرون على التحدي وإظهار عدم خوفهم او مبالاتهم من الارتفاعات الشاهقة، ولكن بعد هذه المعلومة القيمة ان القفزة تسبب الوفاة فليس الخوف من محاولات الانتحار، فالذي يحاول الإنتحار سيجد أكثر من وسيلة لفعل ذلك، وإنما الخوف من تحول هذا الجسر الى مساعد لعمليات إجرامية من خلال القاء المراد قتله الى الماء تحت مسمى الانتحار او التحدي، فأصبحت الحكومة الآن أمام الامر الواقع ولا مفر منه، فعليها وضع الحلول لسد الطريق أمام ضعاف النفوس في استغلال الجسر لمآربهم الخاصة.

ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو مشاهدتي للأخبار، حيث رمى عدة شباب أنفسهم من جسر ارتفاعه يقارب 35 متر في مياه شط العرب، أودت الى حدوث أضرار جسدية وحالات وفاة.ومع إني لست أخصائياً في السباحة والغوص، إلا أني أمتلك الفكرة العامة لمثل هذه القفزات، في الوقت الذي لم أشاهد أحد من الأخصائيين في الموضوع يتطرق إلى خطر هذه القفزة بشكل علمي ومنطقي وحسابي، في محاولة لإقناع الشباب لعدم رمي أنفسهم إلى التهلكة والموت، فكان من الضروري الكتابة ولو بشيء بسيط كنوع من أنواع ملىء الفراغ.من أجل إحاطة الموضوع بشكل غني بالمعلومات علينا توضيح التالي:

أولاً: خواص الماء الفيزيائية
أهم ما يهمنا من خواص الماء الفيزيائية هي كون الماء يمتلك في تركيبته رابطة تشاركية قوية، مما يجعله متماسك بشكل فريد من نوعه، فكل جزيء منه يرتبط مع أربع جزيئات أخرى، وكل الجزيئات ترتبط مع بعضها بنفس الطريقة في شبكة فراغية متماسكة.اما الخاصية الثانية فإن الماء من السوائل الغير قابلة للإنضغاط، وهذه الخاصية مع شكل تركيبته تعطي للماء صفة خاصة ظاهرها أن الماء كمادة سائلة يمكن اختراقها بسهولة، وهذا ما يفكر به شبابنا حينما يتوجهون إلى القفز إلى الماء من المرتفعات، ولكن الحقيقة هي غير ذلك.

ثانياً: الصورة الحقيقية
كلما زاد ارتفاع القفزة زادت قوة التصادم مع السطح، ولكون الماء متماسك وغير قابل للانضغاط، فإن جسم الانسان عند التصادم سيحاول كسر هذا التماسك ومسبباً ضغطاً على جزيئات الماء، وكرد فعل طبيعي، فإن الماء سيرد هذا التصادم بقوة مماثلة له، هذه القوة قد تسبب الكسر والخلع والتمزق لأطراف الإنسان وجانبيه، اما ردة فعل الماء من الضغط فإنه سيبطئ من حركة جسم الإنسان في الماء مما يسبب ضغطاً على الرئتين حيث تكونا وحسب ارتفاع القفزة قد استهلكتا الاوكسجين الضروري للجسم.مما يعني انهما على استعداد لفقدان قوة الضغط ورمي الهواء واستبداله بالماء وهذا سيسبب زيادة في وزن الجسم وفقدانه للنجادة الطبيعية التي تبقيه طافياً على السطح، وبذلك فان الانسان سيتعرض الى الاختناق ويصحبه الشنج بالعضلات، او فقدان الوعي والغرق مباشرةً الى العمق.

ثالثاً: عن أي ارتفاع كنا نتحدث؟
كل ما تحدثت عنه هو عندما يقفز الانسان من ارتفاع 20 متر، مع عمق للماء لا يقل عن 15 متر، وعندما تكون قفزته نظامية وعلى أطرافه السفلية، أما السقوط العشوائي او على الرأس فإنه سيسبب الموت وبلا نقاش، حيث كلما زادت مساحة السطح الملتقي بالماء زادت نسبة الخطورة على الجسم، فسرعة التصادم عند ارتفاع 6 أمتار تبلغ 40 كلم/ساعة، وهذه السرعة كافية لتحقيق الاضرار بالجسم وخاصة على العمود الفقري.

رابعاً: ما هي كيفية القفز الصحيح؟
إن أفضل طريقة للقفز من ارتفاعات عالية تصل الى 20 متر تكون من خلال استخدام القفزة العمودية، والتي تسمى (قفزة القلم)، ببساطة يقف الإنسان على شكل مستقيم، ويسبل يديه الى جانبيه بشكل ثابت، يصف قدميه مع بعضهما البعض بشكل متناسق، يقفز ويحاول البقاء على عمودية القفزة، ويحاول السقوط على أطراف قدميه كراس السكين، ومحاولة أخذ النفس في منتصف الطريق إلى الماء.يحتاج إلى الوصول إلى هذه المهارة أن يتدرب في الأماكن المخصصة لذلك ومن ارتفاعات متفاوتة لتجنب الوقوع في الأخطاء التي قد تسبب أذيته او قتله، ورغم كل ذلك فالعوامل الأخرى التي تصاحب القفزة من ضغط الدم والسكر والارهاق واتجاه الرياح وسرعتها ورطوبة الجو وكثافة المياه وملوحتها او عذوبتها وايضاً ما تحتويه من شوائب وترسبات ووقت القفزة في المد او الجزر، كل هذه العوامل تؤثر سلباً او إيجاباً على نجاح القفزة او فشلها.وأخيراً على الحكومة مراعاة هذا الموضوع وإيلائه الأهمية الكبرى من خلال نشر مقاطع فيديو لمدربين معروفين ومهمين يشرحون المخاطر بشكل مرئي مع إعطاء الأمثلة الفعلية لما يؤول إليه الموضوع عند القفز من ارتفاعات عالية، وكذلك على الحكومة وضع شبكة خاصة وقوية أسفل الجسر لقطع الطريق أمام القافز مع وضع كاميرات مراقبة وتغريم كل من يحاول القفز دون علم ومعرفة الحكومة.
اليوم محاولات القفز كانت لغرض إثبات الوجود لشبابنا وأنهم قادرون على التحدي وإظهار عدم خوفهم او مبالاتهم من الارتفاعات الشاهقة، ولكن بعد هذه المعلومة القيمة ان القفزة تسبب الوفاة فليس الخوف من محاولات الانتحار، فالذي يحاول الإنتحار سيجد أكثر من وسيلة لفعل ذلك، وإنما الخوف من تحول هذا الجسر الى مساعد لعمليات إجرامية من خلال القاء المراد قتله الى الماء تحت مسمى الانتحار او التحدي، فأصبحت الحكومة الآن أمام الامر الواقع ولا مفر منه، فعليها وضع الحلول لسد الطريق أمام ضعاف النفوس في استغلال الجسر لمآربهم الخاصة.

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات
إغلاق التعليقات

0 الرد على "أسباب خطر القفزات العالية إلى الماء"

إرسال تعليق

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2