الشارع ومعركة الولاء

اعلان 780-90

الشارع ومعركة الولاء


اليوم الشارع العراقي منقسم الى اربعة اراء ولائية اساسية وهي كالتالي:
1. ولائه لأمريكا ومعها قلبا وقالبا ويرفض المحور الاخر المتمثل بإيران، واصحاب هذا الرأي يدافعون عن فكرهم من خلال تعظيم قوة وسلطة امريكا وان الحرب معها ينتهي الى الخسارة والدمار، لهذا الوقوف معها افضل من تركها، والبعض يرى ان امريكا افضل له من صداقة ايران كونها من قومية وطائفة تغاير ما يؤمن به، وان الكفار افضل من موالاة الفرس الصفويين الشيعة.
2. ولائه لإيران ومعها قلبا وقالبا ويرفض المحور الاخر المتمثل بأمريكا، حيث يؤمن اصحاب هذا الرأي بان امريكا هي الشيطان الاكبر ومستعبدة الشعوب، وانها لا تعير اهمية للشعوب وانما تحاول ان تجعلهم خاضعين لها، وبما ان ايران من محور معارض فهي تمثل صاحب الرأي لأنه لا يقبل الاستعباد، ويطمح للحرية او عدم الانصياع الكامل باقل تقدير لها، والبعض يراها امتدادا له ضد السعودية الوهابية السلفية.
3. ولائه للعراق ولكنه يرى ان الوضع الاقليمي يحتاج الى مساندة من احدى محوري الصراع في المنطقة، وهنا يقف البعض مع امريكا باحثا عن الاستقرار الاقتصادي، والبعض الاخر يقف مع ايران للبحث عن توازن القوى، والبعض الاخر يبحث عن مصالحه اينما كانت سواء مع ايران او امريكا.
4. ولائه للعراق ويرفض المحورين معا، وهذا كالذي يحسب السراب ماء، يعيش في احلام اليقظة، يرى العالم من منظار كابتن ماجد ودوق فليت وساندي بيل، لأنه لا يقبل ان يفهم بان العراق مسلوب السيادة، وان جميع ما يقال عن حرية العراق هي خطابات فقط، على الواقع العراق بحدوده المفتوحة مسرح عمليات متنوعة للدول، فهو مع خيراته المسلوبة فانه بوابة ممتازة للتهريب وتبييض الاموال وتجارة المخدرات.
ضع ورقة وقلم واكتب مقارنة موضوعية تقارن فيها بين الدول الاقليمية وصراعاتها وانظر من اكثرها خطرا وكيف تتعامل هذه الدول مع الشعوب التي تفتح لها اذرعها وتأخذهم في الاحضان، وعندها ستجد ان موقف الحياد مع هذه الدول يجب ان يدار من قائد مفكر ذكي بعيد النظر، هذه النقطة قد مرت على الاسلام في سني نشأته الاولى، حيث استطاع النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم من نقل المعركة مع اعدائه من جبهة الحروب والغزوات الى جبهة المفاوضات، وهنا تبين مقدار اهمية التوقيت في حسم القرارات، لان صلح الحديبية اثمر بالنصر الساحق على اعداء الاسلام.
نحن بحاجة الى قائد محنك يطيعه الشعب مع ما يمتلكونه من آراء مختلفة للوصول معه الى بر الامان وتجنب الوقوع في الحروب الخاسرة، او خوض الحرب المصيرية لإثبات الوجود، اما مع عشوائيتنا الحالية وتشتتنا فإننا ليس امامنا سوى احد الامرين، اما المعجزة الالهية ونصرنا بالملائكة كما حصل مع البدريين او ان نقف مع احد اطراف النزاع بوجه الطرف الاخر وبذلك نكون قد والينا غير العراق، وسننقسم الى اربعة جبهات، وسنقاتل عن الاخرين بالنيابة، ومن سيربح في الاخير سيجد نفسه خاسرا لقتله اخوته وابناء عمومته فقط لأنه لم يستطع ان يركن عاطفته على جنب ويستعمل عقله المجمد.
والحمد لله رب العالمين

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2