بعيدًا عن خطاب الكراهية.. كيف نعالج المثلية الجنسية؟

اعلان 780-90

بعيدًا عن خطاب الكراهية.. كيف نعالج المثلية الجنسية؟


المثلية 

نستطيع أن نعرفها بصورة بسيطة جداً على انها انجذاب جنسي رومانسي بين اشخاص من نفس الجنس، ولحسن حظ البشرية انهم منقسمون حسب تركيبتهم الجسدية الى جنسين أساسيين الذكر والانثى، وان كل جنس يتمتع بأعضاء تناسلية تختلف وظيفياً وشكلياً بينهما، وهناك محاولات لإيجاد جنس هجين يحول الذكور الى اناث ويحول الاناث الى ذكور، بالطبع نحن نتكلم عن حالات طبيعية لا عن حالات خاصة من ازدواج الجنس، ولكنهم ورغم تغييرهم للشكل الخارجي ومحاولتهم لصناعة أعضاء تناسلية مشابهة لعكس نوع الجنس، الا انهم فشلوا في تحقيق وظيفة تلك الأعضاء التناسلية.

ما الفائدة من ميول الذكر إلى ذكر مثله والأنثى إلى أنثى مثلها؟

هذا يجعلنا نقف عند نقطة مهمة، وهي ما الفائدة من ميول الذكر الى ذكر مثله والانثى الى انثى مثلها؟ رغم ان المسألة والمدافعين عنها يحاولون جرها الى ساحة الحرية الشخصية، الا انها لا تستطيع الخروج عن واقعها الجنسي الغريزي، فالعلاقة التي تربط المثليين هي علاقة ميول غريزية، والميول الغريزية اذا ما أعطيت هذه المساحة من الحرية المطلقة فإنها ستصل مستقبلاً الى حرية انجذاب الاب الى ابنته او ابنه، والاخ مع اخته او امه، فالموضوع ليست له محددات تشريعية واضحة في القوانين المدنية العلمانية، وان رأي الدين ورأي المجتمع المحافظ ورأي العادات والأعراف يتقاطع مع الفكرة، ومن اجل تحقيق الانتصار على تلك الآراء فلابد من التوجه بالدفة باتجاه عنوان الحرية الشخصية.

لعل من يؤيد المثلية اليوم يعارض فكرة ترابط المحارم في العائلة مع بعضهم جنسياً، بشكل طبيعي بين ذكر وانثى او بصورة مثلية، فالبعض ما زال يعطي للعائلة الأفضلية والقدسية، مع ان الموضوع قابل للنقاش وفقاً لوجهات نظره، فاين المانع من ذلك؟ ان كانت الحرية تعطيني الحق في توريث الكلب والقطة، بل والتزوج منهما ايضاً، فلماذا لا تعطيني الحق في حل مركبات العائلة وتفتيت اواصرها؟

العائلة 

الخلية الأساسية لتكوين المجتمع، والذي هو مجموعة من العوائل، وكل عائلة تتكون من افراد تجمعهم صلة القربى والرحم، وأول نواة لهذه الاسرة هما الزوج والزوجة، ذكر وانثى، يرتبطان مع بعضهما برابط وعقد يسمى الزواج، منهما يخرج الابن والبنت، ليصبحا من زوج وزوجة الى اب وام، وهكذا حتى تتوسع العائلة ليصبح الاب والام جد وجدة، وتحتهم أبنائهم وبناتهم، اشقاء من اب وام او اخوة، ومن ثم أبناء اخوات وأبناء اخوة، أي هناك اعمام وعمات واخوال وخالات، وأبناء اعمام وأبناء اخوال وهكذا حتى تصبح هذه المجاميع هي من يكون العشيرة والقبيلة والأمة.

مع المثلية لا يوجد عائلة

مع المثلية لا يوجد عائلة، وان سمينا هذا الذكر بالزوج، والذكر الاخر بالزوجة، فانهما لن يكونا اب وام، بالاحتيال والتبني وتأجير رحم امرأة، نعم يمكن ذلك، ولكنهما بالحقيقة قد رجعا الى النظام الطبيعي للبشر، حيث الذكر والانثى يكمل بعضهما البعض، فلا مكان للغرائز الجنسية الشاذة في تكوين لبة العائلة ونواتها، ولن تجلب المثلية والافراط في الحرية اي خير لتعزيز دور الاسرة داخل المجتمع، بل ولو ان الحرية استمرت حتى الوصول الى تحقيق الترابط الجنسي بين رموز العائلة وهدم جميع القيم التي ترفض ان يمارس الرجل الجنس مع محارمه، فان الحال سينتهي الى ضياع مكونات العائلة، فلن يبقى هناك اب وام بل فوضى عارمة وعالم من القطط والكلاب السائبة، والتي لا تعرف سوى تلبية نداء الرغبة الغريزية اذا ما حان ميعادها.

العقل يرفض الشذوذ

لا اعتقد بان هناك انسان عاقل يرغب في ان يتحول الى حيوان، رغم أن هناك من فعل ذلك وغير شكله ولونه وصورته وجنسه، الا انهم ليسوا سوى سرطان يكتسح المجتمع، ومن خلال ممارساتهم الشاذة سيجلبون للإنسانية العناء والويلات والامراض، نحن اليوم امام تحدٍ من نوعٍ اخر، نقف فيه امام سيل يحاول هدم جميع أسس المجتمع، وعلاجه لم يعد ينفع بالتهديد والوعيد، بل بالتوجيه والإرشاد والنصيحة.

هؤلاء المنجرفون خلف صيحات العالم المنفتح كما يرونه، هم ليسوا اعدائنا بل أبنائنا واخواننا غرتهم الكلمات وسط انهيار في سمعة الدين ورجاله، وسمعة العشائر وشيوخها، وقوة صوت الأعراف الاجتماعية، والتي سقطت بسبب التسليط الخاطئ للضوء على السلبيات واهمال الإيجابيات، ووسط تشنج واضح وسوء تصرف من حمقى يدعون الدين، بتصرفاتهم ثبتوا الفكرة وصيروها الى عقيدة، اخذت تنمو في السر ومن تحت الغطاء، وهي الآن تحاول اعلان نفسها كقوة تتحدى سفهاء الشعب.

هي دعوة للعودة الى العقل وترك الغريزة الحيوانية، ورغم ان الحيوانات تعمل وفقاً لما صممت له، فلن تجد كلباً يرفس كالحمار، ولن تجد جرذاً يعوي كالذئاب، ولن تجد صقراً يحاول ان يكون نقاراً للخشب، تلك الحيوانات تعمل على ما فطرت عليه، لأنها لا تمتلك نعمة العقل والتفكير والاستنتاج، فلا تتخلى عن هذه النعمة لتصبح أدنى من الحيوان وتتصرف اسوء منها، تذكر نحن من يروض تلك الحيوانات ويعلمها اللعب في السيرك بما نمتلكه من عقل جبار وامكانيات لا مثيل لها في الكون.

كيف نفهم ونعالج المثلية في مجتمعنا؟

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات
إغلاق التعليقات

0 الرد على "بعيدًا عن خطاب الكراهية.. كيف نعالج المثلية الجنسية؟ "

إرسال تعليق

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2