غريزة الجنس وأدوات التفعيل

اعلان 780-90

غريزة الجنس وأدوات التفعيل

 


الانسان المخلوق الشامل والجامع لكل الصفات الحسنة والسيئة، وكل مقومات الغريزة الحيوانية وسبل تقويمها وترويضها، فهو بمقدوره تقمص صورة أي حيوان يريد سواء كان من وحوش الأرض أو حشراتها، وهو قادر أيضًا على أن يرتقي ليصبح ملاكًا أو أن يتدنى أكثر فيصبح شيطانًا.
ما يتميز به الإنسان هو شمولية الأشياء المتناقضة فيه، بامتلاكه غريزة وعاطفة حيوانية فهو كسائر الحيوانات إلا إنه يتميز عنهم بامتلاكه للعقل، وهو الأداة القادرة على التحكم بالغريزة والعاطفة لتجعله متوازنًا ومستقرًّا في رتبته البشرية المميزة، ولكن هذا العقل أشبه بالسد الذي يمنع تسرب المياه، له طاقة استيعابية تستطيع مقاومة ما ينتج من الماء من ضغوطات مستمرة، ولكن ما إن تتجاوز حدها ينهار السد وتغرق حينها جميع مقومات البشرية من مُثل سامية وقيم وأخلاق ومبادئ عامة وقوانين عادلة، فحياة الإنسان صعبة جدًّا ولا تسير على منهاج وقانون ثابت، لا كما يعيش الحيوان في المدينة أو في الغابة، فحياته وقانونه لا يتغير، فطبيعة الكلب هي الوفاء وطبيعة الأفعى أنها غير أليفة، فلا الكلب يستطيع أن يفكر ويغير من واقعه وغريزته، ولا الأفعى تستطيع ذلك، على العكس تمامًا، فالإنسان الطيب قد يجد أن طيبته تتسبب له بالمشكلات فيغير طبيعته ويصبح أكثر شدة، وكذلك الإنسان الشديد قد يجد نفسه منبوذًا فيغير من طبيعته ويصبح أكثر سهولة ومرونة.

الروافد والبحيرة والسد

كما قلنا إن عقل الإنسان هو السد المنيع، والذي يقف أمام قوة ضغط الحياة والتي تتجمع بقوتها في بحيرة عملاقة تستمد شدتها من مصادرها، والتي هي روافد تصب في تلك البحيرة، فالفقر مثلًا وما ينتج منه من جوع وحاجة يفقد العقل قوته للوقوف أمام ما يصدِّره هذا الرافد إلى بحيرة التحديات، ولهذا مع الفقر والجوع والعوز لن تجد العقل له أي دور، فهو سينهار بسرعة ويتسبب بفقدان الإنسان لكرامته وعقيدته ومبادئه وقيمه ودينه، فهو سيلبي رغبة الغريزة ويجيب دعوة المعدة الجائعة.
ومن أجل أن نحمي هذا السد من التدمير والانهيار، علينا أن نقوم بأمرين مهمين، أولهما هو كثرة الاسدامة والتطوير لهذا السد، فسدنا يحتاج إلى معالجات، وهذه المعالجات تأتي من الاطلاع والقراءة ومعرفة تجارب الآخرين، والتحلي بالصبر من خلال تهيئة السد للصدمات والمفاجآت، ووضع مجس لتحسس الخطر، وجرس إنذار ينبهنا بأنا غفلنا عن إدارة السد، وهذه التهيئة والاستعدادات تحتاج إلى الرجوع إلى مراجع ومصادر نجحت في اختبارات الحياة ولم تتهدم سدودهم ليكونوا قدوة لنا للعمل والاجتهاد للوصول إلى ما وصلوا إليه في نجاحاتهم.
أما الأمر الثاني فهو ضرورة تضعيف روافد البحيرة، وتقليل ما تصبه فيها، فالسيطرة على منابع وروافد البحيرة يقلل بالنتيجة خطر امتلائها والذي هو السبب في انهيار السد، فكلما قللنا المؤثرات ازددنا أمانًا وحافظنا على مكانتنا وبشريتنا في هذه الحياة الصعبة ذات التحديات الكثيرة.

الغريزة الجنسية أحد روافد البحيرة

الحيوانات بشكل عام تجتذب بعضها إلى بعض في مواسم التكاثر، فهي لا تعي بالنتيجة الحاجة إلى العملية الجنسية ولكنها تؤديها جزءًا من حياتها، وإن صح القول فهي تطبق الأوامر التي صممت على تنفيذها، وهذه الحيوانات تلبي نداء الغريزة الجنسية عندما يحين موعدها، ومع انتهاء السبب فإن الحيوانات ستعود إلى طبيعتها وبدون أية فعاليات جنسية ولهذا تعرف هذه الفترة المحددة بفترة التزاوج والتكاثر.
أما الإنسان فهو يشبه هذه الحيوانات، فهو يتهيج ويشعر بالرغبة في ممارسة العملية الجنسية مع شريكه، ولكن مع فارق كبير جدًّا، فالإنسان لا توجد عنده محددات ثابتة لتنشيط هذه الغريزة الحيوانية فيه، فلا يوجد موسم للتكاثر والتزاوج عند الإنسان، بل إنه في أسوأ الأحوال وأخطر الظروف يمارس الجنس بطريقة أو بأخرى، في السلم والحرب، في السعادة والحزن، وإن لم يمارسه فإنه يفكر به وهذا أقل ما يقال، وأكثر من يضعف ويتأثر بهذه الغريزة هم الذكور.
ما الذي يحرك غريزة الذكور؟
ببساطة ومن غير لف ودوران، الجواب هو (المرأة)، فإذا كانت الحيوانات تستجيب إلى مؤثرات محدودة كالروائح مثلًا، فالإنسان يستجيب إلى أي شيء يرتبط بالأنثى، وسيقول أحدهم إن الرجال ينجذبون إلى جمال المرأة، وسأقول إن قولكم هذا متواضع جدًّا، الرجال تغريهم المرأة بكل شيء تملكه، وهذه هي الحقيقة، فالمرأة بغض النظر عن شكلها وطولها وعمرها ولونها وصفاتها الجسمية فهي لدى الرجال جميلة ومصدر لتهييج الغريزة الجنسية، ما لم يحكم العقل سيطرته عليها.
كل ما في المرأة جميل، ولهذا فالرجل يبحث عن التفصيل الأكثر تأثيرًا فيه، وهذه نقطة قوة وتفوق النساء، وهذا ما يجب أن تعرفه النساء عن الرجال أيضًا، فالمخلوق الوديع قد ينقلب إلى وحش في لحظة تنهار فيها دفاعاته ويلبي نداء الغريزة بلا وعي أو إدراك، وهذا واقع حال الكثير من حالات التحرش والاعتداء الجنسي والزنا في جميع المجتمعات المتمدنة وغير المتمدنة، فمثل هذه الجرائم لها مقومات غرست نفسها بقوة وتراكمت قبل أن تظهر بالنتيجة النهائية لتقع بعض النساء ضحية لها، رغم عدم كونهن ممن تسبب بهذه المشكلة في فقدان توازن الشخص المنحرف.
بدءًا من مصادر نشر الإباحة المطلقة إلى مصادر نشر الإباحة المبطنة، إلى التغرير بالنساء للظهور بصورة تحرك بها غريزة الرجال تحت مسمى التحرر والانفتاح والتخلص من عبودية الحجاب والمجتمع، ولكن الحقيقة تجدونها عند الرجال، فهم المستفيد الوحيد والمتضرر أيضًا من كثرة مشاهدة المغريات، والرجال لا يرون النساء المتحررات سوى (نماذج) استعراضية مجانية تشبع جزءًا من رغباتهم الجنسية.
المرأة أكبر من أن تكون وسيلة وطريق نحو الجنس، كل ما في المرأة جميل وكل ما فيها مغرٍ، وعلى المرأة أن توظف هذه القوة الجبارة في استقرار الرجل وحمايته من الانجرار خلف المغريات الجنسية وفقدانه للتوازن وسلوك طريق الفساد والانحراف.
ليس مهمًّا أن ترتدي المرأة ملابس الإسلاميين، المهم هو أن تكون المرأة أكثر حذرًا من عرض مفاتنها للرجال، فهم غير مهتمين بداخلهم سوى بحجم الإغراء الظاهر لهم، إن ما يدور في عقولهم ليس ما يظهرونه للعلن، ما يهم أن تعيد النساء النظر في مظهرهن أمام الرجال، فالمرأة أكبر من أن تكون أداة للإغراء ووسيلة لتهييج الرجال، بل أعظم من أن تكون صورة عالقة في مخيلة رجل يتصورها بين أحضانه وهو يمارس عادته السرية، ورجل يعاني الحرمان يفقد زمام الأمور ليتحول إلى متحرش ليحقق ما تخيله بالأمس، أو أن تكون سببًا في انجرار الرجال لسلوك طريق الخيانة، فجميع أدوات تفعيل الغريزة الجنسية لدى الرجال بيد المرأة، وعلى النساء استخدام أدوات التفعيل بشكل صحيح حتى لا يفسد المنتج.

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات
إغلاق التعليقات

0 الرد على "غريزة الجنس وأدوات التفعيل"

إرسال تعليق

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2