سوء الظن والافتراء

اعلان 780-90

سوء الظن والافتراء


عندما تتعامل مع الاخرين على انهم اخوتك، كثير من الحواجز والتكليف يتم رفعه بينك وبينهم، فتشعر انك تتعامل مع عائلتك، ووفق مبادئ العائلة، كأحترام الكبير والعطف على الصغير، تشعر بانك خارج القيود، وخارج سجن البرجوازية والاتكيت.
ولكن من يفهمك ويحسن الظن بك؟ 
مع كل الاسف اظهرت لي تجربتي ان المجتمع مازال يعاني من امراضه التي جاء الاسلام الحنيف لمحاربتها منذ زمن الجاهلية الاولى، فما زالت الغيبة والنميمة ورمي المحصنات عادة اجتماعية مقبولة ومتداولة بين افراد المجتمع.
اليوم ايقنت اني لا استطيع ان اتعامل مع زميلاتي في العمل على اساس اخوي، ولا اعتبارهن جزء من عائلتي، والسبب ان هناك من يسئ الظن دائماً وابداً بالاخرين، سوء الظن ولد ثرثرة، والثرثرة زادت الامور سوءً، فالكلمة والاتهام اصبح اثنين وثلاثة وتعقدت القصة واصبحت فلماً هندياً.
كنت اعتقد ان الاتهام سيقتصر على من هن غير متزوجات، ووضعت لذلك العذر في فهمهم الخاطئ، فلعلهم يظنون ان التعامل السلس هو وسيلة للتقرب من الجنس الاخر وهي عملية لكسب الود والحب ونيل المراد.
فماذا عن المتزوجات؟ 
ايضاً حاولت ان اضع العذر لهم، وان كانت الاعذار قذرة ولا تناسب المقام، الا انني جدلاً وضعت العذر، مع غياب الوازع الديني وتحليل المحرمات واستسهال التفكير في الخيانات الزوجية قد يسهل على سيئي الظن ان يفكروا بهذه الطريقة الرخيصة.
لكن ماذا عن المتزوجات واللاتي ابنائهم بنفس عمري، ما العذر الذي يجب ان اضعه لسوء ظنونهم؟
قال لي احدهم باننا نعيش في غابة، فكان جوابي له: لا حيوانات الغابة تأكل للعيش لا للعب، ولا تفتري على بعضها البعض، الحيوانات قد تصبح افضل من البشر في المقاييس العادلة، انها معادلة وضعها القران الكريم بوصفه ((هم كالانعام)) وزاد الوصف ليكونوا ((بل اضل سبيلاً)).
هل انتهت رحلة الظن السئ في مجتمعنا؟ لا بالطبع فالعقول المختلة اصبحت لا تستطيع تمرير اي تعامل الا ووضعته موضوعاً لرمي الاخرين في شرفهم او الانتقاص منهم.
كنت اسير مع فتاة صغيرة شابة، وحسب فلم الخيال المختل الذي اخرجه خريجوا مدرسة الشيطان فان هذه الشابة الصغيرة اصبحت عشيقتي!!!!
واصبح لهذا الفلم اجزاء وكل جزء اخذوا يبدعون في اضافة المؤثرات عليه وزادت حدة الحبكة القصصية، واشركوا فيه الكثير من الشخصيات وكأنه فلم حرب النجوم.
وفي الحلقة الاخيرة وفي المشهد الاخير، ظهر ان هذه الشابة التي كنت اسير معها هي ابنة اخي، لا عشيقتي ولا اي مما اعتقدوه ولكنهم بسبب ما فيهم من عاهات عقلية عجزوا عن فهم ان العلاقة بين الاب وابنائه او العم وابناء اخوانه او اياً من هذه العلاقات الاجتماعية لا يجب ان تكون محكومة بالشدة والانغلاق، بل ان تكون مبنية على السلاسة واشعار الابناء بالامان.
لا اعلم متى وكيف سيتم معالجة مشاكلنا في المجتمع ؟ ولكني رغم ذلك لم افقد الامل.
والحمد لله رب العالمين

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات
إغلاق التعليقات

0 الرد على "سوء الظن والافتراء"

إرسال تعليق

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2