الحرية – عندما تفهم الحرية خطأ

اعلان 780-90

الحرية – عندما تفهم الحرية خطأ


في وسط بحرٍ هائج، وامواجه ترتفع ككف يصفع خدي السفينة، وكأنها مذنبٌ في سجن عظيم جبار، وكل من في السفينة اوصاله ترتعد خوفاً، لم يكن هناك قانون وكل فرد كان حراً بان يتخذ قراره بنفسه، وفي وسط هذا الجو المشحون بالرعب فاذا بالموج المتلاطم يرفع السفينة ويضرب بها جبل من المرجان، لتخرق من قاعها.
وما لبث البحر الا لحظات حتى زال عنه الغضب، فعاد في هدوءه الذي سبق العاصفة، ساكن حتى كانه لا يتحرك، وهنا نسى الانسان ما عاناه خلال اللحظات الماضية من الخوف والرعب والترقب الى المجهول، وعاد ليفكر بنفسه.
ايها الراكبون في السفينة تعاونوا معاً لاصلاح قعر السفينة المخروق، ايها الناس عليكم ان تعالجوا الامر والا سنغرق جميعاً، كان هذا نداء الربان، ولكن لا احد يجيب، الحَ كثيراً حتى اجابوه انت لا تملي علينا فنحن احرار.
واخذوا ينظرون الى الماء وهو يرتفع، وكانوا قد اتخذوا قرارهم بان يصنع كل منهم زورقاً للنجاة، ولكونهم احراراً فقد تقاسموا السفينة.
لم يكن البحر قد نال مراده في جولته الاولى، فاذا به يعيد الجولة غاضباً مرةً اخرى، وهو يوجه الصفعات الى زوارق النجاة البائسة، ليغرقها كلها عن بكرة ابيها.
وهنا استيقظ ربان السفينة وهو هلع، فقد كان حلماً، او كابوساً، اراه صورةً للمستقبل القريب، فقرر ان يخرج الى ركاب السفينة ويقول لهم :
انا ربان السفينة ولهذه السفينة قانون، وانتم لستم احراراً حينما تكون السفينة عرضة للغرق، فحريتكم مرهونة بحياة من حولكم.
الحرية لا تعني ان نسبب الضرر لانفسنا او لغيرنا، الحرية لا تعني ان نخالف القانون، الحرية لا تعني ان نسرق او نقتل بداعي الحرية، الحرية لا تعني التسيب والانحلال، الحرية هي وسيلة التواصل مع المجتمع، هي بمثابة النقاط على الحروف والتي تساعدنا على المضي قدماً في قراءة الحياة، وكل نقطة ليست في محلها ستغير معنى الحياة.
والحمد لله رب العالمين

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة

فتح التعليقات
إغلاق التعليقات

0 الرد على "الحرية – عندما تفهم الحرية خطأ"

إرسال تعليق

اعلان اعلى المواضيع

اعلان وسط المواضيع 1

اعلان وسط المواضيع 2